لم يكد يمضي وقت طويل على وصولي إلى مدينة بايون الفرنسية، حت ى أدركت أن هذه البلدة التي تقع على ضفاف النهر وتزخر بمنازل ضيقة تتخللها أزقة متعرجة على طراز العصور الوسطى، تختلف عن سائر مدن إقليم الباسك. ويعيش في إقليم الباسك الفرنسي الشمالي نحو 300 ألف نسمة، في حين يعيش في إقليم الباسك الإسباني الجنوبي ما يزيد على مليوني نسمة، وتجمع سكان الجانبين الإسباني والفرنسي من الإقليم لغة وثقافة واحدة. لكن بخلاف عدد السكان، ثمة اختلافات عديدة بين الجانبين الإسباني والفرنسي من الإقليم، منها أنك نادرا ما ترى علم إقليم الباسك يرفرف في الجانب الفرنسي، فضلا عن أن الأطعمة المحلية التي اشتهر بها الإقليم تختلف مذاقا وشكلا في الجانب الفرنسي عنها في الجانب الإسباني. ولاحظت أن الغالبية العظمى من أسماء المتاجر وقوائم الأطعمة بالمطاعم وحتى لافتات الطرق في إقليم الباسك الفرنسي مكتوبة باللغة الفرنسية وليس الباسكية، وهي اللغة المحلية في الإقليم وتسمى أوسكارا. وذلك لأن اللغة الباسكية غير معترف بها رسميا في فرنسا، على عكس إسبانيا. وشعرت أن ملامح الثقافة الفرنسية طغت على شوارع مدينة بايون. يقول دانت إيدم-س